رحل أثناء حوار إذاعي وقبل مشاهدة "ساكن قصادي" .. 102 عامًا على ميلاد محمد رضا

محمد رضا
محمد رضا

الفنان الراحل محمد رضا صاحب البصمة المميزة في خفة الظل والبساطة يمر على يوم ميلاده اليوم 102 عاما، إلا أن أعماله الكثيرة خلدته في ذاكرة المواطن المصري والعربي، فلم يكن رضا نجما يتصدر أفيشات أفلامه ومسلسلاته إلا أن شخصيته دوما مميزة، عانى من تنميطه في شخصيات متكررة لم يخرج عنها إلا على استحياء، إلا أن قدرته على لفت الانظار إليه وسط العدد الكبير من الممثلين المشاركين معه عوضه تلك الأزمة، لزماته في الشخصيات التي جسدها محفوظة وبراءة وجهه فتح له قلوب مشاهديه، قدم ما يقارب 370 عملا سينمائيا وتليفزيونيا وإذاعيا ومسرحيا على مدار 45 عاما. 

محمد رضا من مواليد محافظة أسيوط عام 1921، كان والده عضوا بفرقة التمثيل بنادى السكة الحديد بالسويس، ومن هنا استمد الابن عشقه للتمثيل والمسرح، حصل المعلم محمد رضا على دبلومة في مجال الهندسة التطبيقية عام 1938، وعمل في بداية حياته في هندسة البترول، وفي عام 1948 نظمت مجلة "دنيا الفن" مسابقة لهواة التمثيل، وتكونت لجنة التحكيم من يوسف وهبي وسليمان نجيب وصلاح أبو سيف وحسن الشجاعي، تقدم لها ثلاثة آلاف متسابق نجح منهم ثلاثة، من بينهم محمد رضا الفنان الضاحك، فاستقال من عمله بشركة البترول التي كان يعمل بها، وانتظر فرصة في التمثيل فلم يرشحه أحد، فاضطر إلى العمل بمصلحة الشئون البلدية والقروية بمرتب 15 جنيها. 

اتجه الفنان محمد رضا إلى الدراسة بالمعهد العالي للفنون المسرحية حبا في التمثيل وتخرج منه عام 1953، وبدأ العمل في فرقة المسرح الحر، وقدم خلاله مسرحية "زقاق المدق" لنجيب محفوظ، وفيها لعب دور المعلم كرشة القهوجي، ابن البلد خفيف الدم والروح الذي يرتدي اللاسة والجلباب البلدي، فكان هذا الدور هو الميلاد الحقيقي لأدوار المعلم البلدي الذي ظل حكرا عليه سنوات طويلة، بدأ عمله المسرحى مع فرقة فريد شوقى وفرقة إسماعيل يس، ونجح رضا في الفرقتين في أداء دور ابن البلد، حتى انضم إلى فرقة المسرح الكوميدي وهي إحدى فرق مسرح التليفزيون، وتتلمذ على يد يوسف وهبي وزكي طليمات. 

جاءت البداية السينمائية لمحمد رضا في أدوار كوميدية أما معلم أوفتوة حتى وصلت أفلامه إلى 70 فيلما أشهرها شخصية رضا بوند في فيلم 30 يوم في السجن، بنت اسمها محمود، غاوي مشاكل، ممنوع في ليلة الدخلة، وفاء إلى الأبد، سفاح النساء، بنات حواء، عماشة في الأدغال، فتوات الحسينية، أنا الأب، بياضة، العتبة جزاز، امبراطورية المعلم، البيه البواب، خان الخليلى، أما آخر أعماله فكانت فيلم اللئيم والحب، كما قدم للتليفزيون عددًا من المسلسلات منها يوميات ونيس، ساكن قصادي. 

فقد محمد رضا والده وابنته أثناء إلتزامه بعرض مسرحي ما اضطره إلى الوقوف على خشبة المسرح بعد دفنهما احتراما لفنه وجمهوره، وهي من أصعب المواقف التي مر بها في حياته، فقد كان مشاركا في عرض مسرحي حينما أبلغ برحيل والده، وتكرر الأمر ذاته حينما توفيت ابنته الشابة أميمة، كان يؤدى دوره على خشبة المسرح وبالرغم من الحزن الشديد الذي توغل إلى أعماق قلبه إلا أنه أصر على الذهاب لأداء عمله بعد تشييع جنازتها. 

رحل الفنان محمد رضا  عام 1995 أثناء تصوير آخر أعماله الفنية المسلسل الرمضاني "ساكن قصادي" وكان صائما أثناء إجراءه حواراً صحفياً بإذاعة القناة على الهاتف، وفجأة صعدت روحه ووقعت السماعة من يده وهو في الثالثة والسبعين من عمره، تاركا إرثاً فنياً ضخما لعائلته وجمهوره. 

 

ترشيحاتنا